jeudi 12 mars 2015

السقف يتداعى يا مولاي

أخبار محينة:

عبد المجيد الصحراوي: رؤوس أموال مشبوهة وصاحب قناة تلفزية خاصة تحاول السطو على الحزب

وليد جلاد: أطراف خارجية تقوم بمؤامرة لشق النداء بمساعدة رجل اعمال وصاحب قناة تلفزية

الهيئة التأسيسية للنداء تدعو "مناضلي الحركة إلى الانتباه للدور الخطير الذي تلعبه أطراف من خارج الحزب من أجل تقسيمه"

بلحاج حميدة تدعو 'كبارات' نداء تونس إلى التعقل



---ثلاثة اشهر انقضت على الانتخابات الرئاسية فاز فيها الباجي قائد السبسي، المشرف الذي كانت تُحل عنده جميع خلافات حزبه، ينجح في إدارة "أغلبها" وكان لذلك الفضل في حفظ موقعه وتضخيم دوره السياسي ونجاح حزبه في الانتخابات.مذ دخوله قرطاج وتخليه عن دوره المحوري الذي كان محافظا من خلاله على وحدة حزبه المتعدد المشارب والتيارات، لم تكف التصريحات السياسية المعادية بين قيادات النداء عن كشف حجم الأزمة الداخلية للتنظيم الذي سوق لناخبيه صورة تفوقه على ظواهر الانشقاقات، التي برزت قبل نزوح الصف الاول الى سدة الحكم، ولعلنا نستذكر مواجهات عديدة خلال شهري اكتوبر ونوفمبر بسبب محاولات "توريث" الحزب لنجل السبسي، تأجلت تحت نشوة "الانتصار" الانتخابي، ليستأنفها كل من القطي وقسيلة اثر الاعلان عن تركيبة الحكومة وعدد آخر من القياديين اثر تشريك حركة النهضة في التركيبة منهم وزير الخارجية نفسه الذي كان يدفع نحو اختياره رئيسا للحكومة.ما يستدعي الاستغراب هو تنامي الخلاف الى درجة "تدخل" طرف حزبي ثالث لمحاولة حل النزاع! مقابل محاولة بعض القياديين *تصدير الصراع خارج الاطر التنظيمية* وهو امر لا يستقيم، حيث اتهم النائب "وليد جلاد" الذي اعلن قبل يومين عن استقالته من كتلة نداء تونس بمجلس الشعب من خلال وسائل الاعلام، اطرافا خارجية (عبد الحكيم بلحاج) متصلة عضويا برجل اعمال (شفيق جراية) ومالك قناة العائلة (نبيل القروي) بتدبير مؤامرة لشق صفوف حزبه الذي لم يعرف الانضباط يوما، وذلك في محاولة لجر نداء تونس للإعتراف بحكومة فجر ليبيا (التي يدعمها عبد الحكيم في طرابلس).لا تبدو المسألة منطقية بالكامل، فالرواية لا تبدو صحيحة اذا ما اقترنت بتصريحات الشق الثاني من النداء والحقيقة ان الصراع داخلي بين الهيئة التأسيسية من جهة، التي اتخذت قرار تأجيل انتخابات المكتب السياسي والمكتب التنفيذي والكتلة النيابية والمنسقين الجهويين من جهة ثانية اللذين احتجوا على عدم استشارتهم في اتخاذ قرار مماثل، وهنا تبرز المشكلة الأساسية وهي عدم القدرة على إدارة الخلاف ثم مواصلة مجانبة حقيقة الازمة (صراع الهياكل) وغياب الارضية الفكرية المشتركة بين التيارات المتناحرة (دساترة+تجمع ويسار)، وصراع النفوذ والتموقع بين اللوبيات التي تشكلت بفعل غياب الهياكل.ما يزيد من تعميق الاشكالات هي محاولات تطويق الازمة اما بوعود زائفة او بوسائل ملتوية مثل مبادرة انتخاب المكتب السياسي او عبر التمويه وتصدير الازمة لخارج الحزب وارجاعها لاطراف اخرى او البحث عن مسار توافقي يرتكز على معطيات قديمة مثل "عدم تشريك النهضة" في المسار السياسي، ولا يمكن الجزم بإمكانية ايجاد حل قريب الى حين عقد المؤتمر المفصلي.